حكم الكفارة عن الإجهاض عمدا في الشهر الثالث، الإجهاض أو إسقاط الجنين من المسائل التي اختلف الفقهاء على إدراج الحكم الشرعي الخاص بها، وهناك العديد من الفقهاء اللذين أجاز إجراء عملية الإجهاض لا سيما في حالة كون إستمرارية الحمل يؤثر سلباً على صحة الأم، ويجب أن يتم إجراء الإجهاض قبل الشهر الثالث، ومن خلال موقع المرأة العربية سنوضح ما هو حكم الكفارة عن الإجهاض عمدا في الشهر الثالث.

حكم الكفارة عن الإجهاض عمدا في الشهر الثالث

يبدأ نبض الجنين والحياة في الجنين عند الشهر الثالث من الحمل، وعليه اعتمد العلماء في إدراج الحكم الشرعي بمسألة الإجهاض بشكل واضح، فلا يجوز الإجهاض عمداً وإسقاط الجنين بعد الشهر الثالث، وحكم الإجهاض عمداً في الشهر الثالث على النحو التالي:

  • من الحالات التي يجوز إتمام عملية الإجهاض فيها هي إذا كان في استمرار الحمل خطر واضح على حياة الأم، ويجب عندها إجراء الإجهاض للحفاظ على حياة الأم من الخطر الذي يواجهها.
  • إذا مات الجنين في بطن أمه، ففي هذه الحالة يجوز القيام بالإجهاض من أجل حماية الأم.
  •  في حالة حدث الإجهاض للمرأة بسبب، ففي هذه الحالة يلزم إدراج كفارة عن الإجهاض، وقد أوضح بعض الفقهاء أن مقدار الكفارة عتق رقبة، أو صيام شهرين متتابعين.
  • بينما أوضحت المصادر الشرعية أن كفارة الجنين إن سقط ميتا مقدارها عشر دية المرأة، وتبلغ قيمة هذه الكفارة مائتين وثلاثة عشر جراماً من الذهب تقريباً.

هل يجوز الإجهاض قبل الشهر الرابع

أوضحت مصادر الشريعة الإسلامية أن الإجهاض بمثابة قتل نفس، لذلك جرم الإسلام مقترف هذه الجريمة النكراء، ولا سيما عند إجراؤها دون سبب مقنع، ولا يجوز شرعاً الإقدام على الإجهاض بشكل عام، وتم إدراج كفارة الإجهاض وفق أراء الفقهاء قياساً بمسألة قتل النفس، وكان الحكم الشرعي في هذه المسألة على النحو التالي:

هل يجوز الإجهاض قبل الشهر الرابع

هل يجوز الإجهاض قبل الشهر الرابع

  • حرم أهل العلم والإختصاص الإجهاض في جميع المراحل، سواء قبل الشهر الرابع أو بعد الشهر الرابع، ولكن حرمة الإجهاض بعد نفخ الروح آكد، والتوبة تكفر جميع الذنوب والمعاصي التي يقترفها المسلم.
  • الإجهاض قبل الشهر الرابع حرام، وتعظم جريمة إجهاض الأجنة إن كان ذلك بعد تخلق الجنين، ولا سيما بعد نفخ الروح في الجنين.
  • على الشخص الذي قام بعملية الإجهاض التوبة إلى الله تعالى وأداء كفارة الإجهاض، سواء الطبيب الذي قام بالإجهاض، أو الزوج حينما يأمر زوجته بالإجهاض، أو الزوجة عند قيامها بتناول أدوية علاجية لحدوث الإجهاض.

شاهد أيضاً: حكم استمرار الدورة الشهرية أكثر من 15 يوم علاج طول الدورة الشهرية

حكم الإجهاض بسبب الفقر

العديد من الظروف المادية التي تنغص حياة الأسر الفقيرة، ولا سيما في حالة حدوث الحمل في غير الوقت المتفق عليه، أو في ظل الظروف المادية الصعبة، والتي تجعل رب الأسرة يفكر بشكل جاد في التخلص من الحمل الجديد، وتقوم النساء بالتوجه إلى الإجهاض عمداً في ظل الفقر، وقد تم توضيح الحكم الشرعي في ذلك كما يلي:

  • حكم الإجهاض عمداً بعد الشهر الثالث أو قبله بسبب الفقر لا يجوز شرعاً، ويجب على المرأة عدم طاعة زوجها في إجهاض الجنين، حيث قال الله تعالى:( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم ).
  • لا يعلم غيب ومستقبل هذا الجنين إلا الله، فلربما كان هذا الجنين في المستقبل مصدر الرزق الذي وهبه الله لهذه العائلة.
  • أكدت المصادر الشرعية والفقهاء أن الجنين إذا نفخت فيه الروح وبلغ أكثر من أربعة شهور، فلا يجوز القيام بإجهاض الجنين في هذا العمر.
  • في حالة كان وجود الجنين في رحم أمه سبباً لحدوث المشاكل الصحية لأم، ففي هذه الحالة يجوز القيام بعملية الإجهاض عمداً في الشهر الثالث، وفقاً  لقوله تعالى: «فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(173)»البقرة.

شاهد أيضاً: اليك الحكم هل يجوز الصلاة بدون ملابس داخلية للرجال والنساء

حكم من ساعد على الإجهاض

من المهم الحرص على الإهتمام بالأجنة، وذلك لأن الله تعالى حرم القيام بعملية الإجهاض، وتم توضيح حكم الكفارة عن الإجهاض في الشرع الإسلامي، وذلك للحد من حصول عملية الإجهاض بدون سبب منطقي، ولذلك تم توضيح كفارة من يقدم على الإجهاض أو يساعد على إتمام هذه العمليات على الحو التالي:

  • بما أن الإجهاض بدون سبب محرم شرعاً، فهذا يتطلب من المقدم على إرتكاب هذه الجريمة الإلتزام بدفع الكفارة، ففي حالة كان الجنين قد انفصل ميتاً فإن في ذلك الغرة، وتبلغ قيمة الكفارة في هذه الحالة عُشْر دية أمه.
  • ولكن في حالة قد أدى الإجهاض إلى إنفصال الجنين عن أمه حياً، وأدى ذلك إلى موته، ففي هذه الحالة وجوب دفع الدية والكفارة.
  • اختلف الفقهاء في إدراج الحكم الشرعي المختص بمسألة حكم الإجهاض، فقد ذهب الشافعية والحنابلة إلى وجوب الكفارة وهو الأقرب، وذهب الحنفية والمالكية إلى عدم الوجوب في دفع الكفارة.

كفارة الإجهاض عند المالكية

اختلف أصحاب المذاهب الفقهية في العديد من المسائل الشرعية، ولا سيما في مسألة الإجهاض، فقد أدرج الفقهاء العديد من التعليمات التي تشير إلى حرمة القيام بالإجهاض، وقد جاء حكم الكفارة عن الإجهاض في المذهب الإمام مالك على النحو التالي:

كفارة الإجهاض عند المالكية

كفارة الإجهاض عند المالكية

  • في حالة جرى الإجهاض قبل 120 يومًا من الحمل، فلا يوجد هنا داعي لدفع الدِّية ولا الكفارة.
  • لكن في حالة جرى الإجهاض بعد 120 يومًا، ففي هذه الحالة يجب دفع الدية على المرأة المباشرة للإسقاط، دون الآمر، فليس عليه كفارة، ولا دِيَة.
  • يبلغ مقدار دية الجنين هي عُشر دية الأم، وهو ما يساوي حوالي 213 جرامًا من الذهب تقريبًا.

شاهد أيضاً: دعاء لجمال الجنين في بطن امه أدعية للحامل في الشهور الأولى

القيام بإسقاط الجنين في الشهور الأولى من الحمل غير جائز شرعاً، وذلك وفقاً لما أدرجه علماء الشريعة الإسلامية وفق المذاهب الإسلامية الأربعة، وفي خلال المقال أدرجنا حكم الكفارة عن الإجهاض عمدا في الشهر الثالث.